الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية حقائق ومفاجآت مدوية تكشف لاول مرة عن الجهاديات التونسيات ورسائلهن التي تركنها لعائلاتهنّ

نشر في  19 أفريل 2016  (14:28)

الأخوات”، “الجهاديات”، “السلفيات”.. مصطلحات طفت على سطح قاموس اللهجة “الدارجة” التونسية بعد الثورة وأخذت طريقها الى الاستعمال اليومي وارتبطت بـانخراط المرأة أو الفتاة التونسية في التنظيمات القتالية والتي ليست جديدة وإنما ظهرت مشاركتها منذ ما يزيد عن 20عاما حين أقدم بعض التونسيين على اصطحاب زوجاتهم الى أفغانستان على إثر انضمامهم الى “تنظيم القاعدة” ولكن مشاركتها ظلت محتشمة ولم تخرج للعلن الى أن هبت “رياح الثورة” على هذه الفئة.

شيئا فشيئا تطور دور المرأة في التنظيمات والخلايا الإرهابية من مشاركات غير فاعلة كـ”جهاد النكاح” والصعود الى جبل الشعانبي للترفيه عن الإرهابيين وتقديم الدعم الغذائي لهم الى تصدر مراكز قيادية بالتنظيمات الإرهابية على الصعيد المحلي على غرار كتيبة «عقبة بن نافع” و”أنصار الشريعة”.

وتعد رئيسة الجناح الإعلامي للكتيبة المذكورة الطالبة فاطمة الزواغي وأسماء البوخاري وسلوى القرفي اللواتي شاركن في أحداث شباو وإيمان وأمينة العامري اللتان قتلتا خلال تلك الأحداث وهندة السعيدي وبية المنوبي عينات من نساء تونسيات “اعتنقن” الإرهاب وأصبح القتل والذبح وسفك الدماء عقيدتهن، ولكن السؤال الذي يتبادر الى الذهن من أين انحدرن وماذا قالت عائلاتهن.

فقد أكد والد البنتين أمينة العامري (21 سنة) وإيمان العامري (17 سنة) إن ابنتيه غادرتا محل سكناه يوم 14 سبتمبر 2014 دون سابق إعلام وأغلقتا هاتفيهما فبحث عنهما في كل مكان ولكنه لم يتوصل الى أي خيط يوصله إليهما فتقدم ببلاغ الى مركز الأمن الوطني بنفطة وصدرت برقيتا تفتيش عن الفتاتين، مضيفا أنه انتبه الى أن ابنته أمينة واظبت على أداء فرائضها الدينية منذ كان عمرها 13 سنة ثم ارتدت الحجاب في سن الرابعة عشر كما أنها كانت متفوقة في دراستها وفق ما أكده والدها.

هكذا اختفت بية
إمام خمس بمسجد “الغفران” بالعالية من ولاية بنزرت وهو والد بية رجب التي قتلت في أحداث شباو قال إن ابنته غادرت محل سكناه يوم 17 أكتوبر 2014 بعد أن أخبرته أنها ستذهب الى جامع “الرحمة” بالعالية لتؤدي صلاة الجمعة ولكنها لم تعد ولما اتصل بها وجد هاتفها مغلقا فخرجت والدتها مسرعة الى المسجد المذكور وسألت عنها ولكنها لم تحصل على جواب ولما يئس الأبوان من التوصل الى أيه معلومة توصلهما لابنتهما توجه الأب الى مركز الأمن الوطني بالعالية ومنه الى منطقة الأمن الوطني برأس الجبل وسجل بلاغا حول اختفاء “بية”.

ويوم 19 أكتوبر 2014 توجه الى منزل صديقتها المقربة غير أن جوابها لم يرو عطش الأب لمعرفة خبر عن فلذة كبده وبعد حوالي أسبوع قدم أعوان الأمن وفتشوا منزله وحجزوا حاسوب ابنته «بية» وبعد تفحص الحاسوب تم إعلامه بأن ابنته انتمت الى مجموعة إرهابية مسلحة فاندهش الأب للأمر خاصة وأنه لم يلاحظ أية علامات على «بية» تشير الى انضمامها الى أي تنظيم إرهابي عدا أنها كانت مواظبة على أداء فرائضها الدينية منذ عدة سنوات ثم ارتدت النقاب قبل اختفائها بسنة وحاول الأب منعها وإقناعها أن النقاب ليس فرضا في الإسلام وإنما لباسه مستحب لا غير، وقال الأب انه حاول إقناعها بكل الطرق ولكن دون جدوى إذ تبنت الفكر السلفي الجهادي دون إرادته ورغبته.

 ورقة بخط اليد

والدة هندة السعيدي التي قتلت خلال أحداث شباو قالت في شهادتها إن ابنتها غادرت المنزل يوم 20 أكتوبر 2014 دون أن تعلم أحدا وبحلول الليل استرابت العائلة في أمر غيابها غير أن والدها عثر على ورقة خطت عليها هندة بعض الكلمات التالية «سامحوني توا دوب ما نوصل انكلمكم بالسكايب».

فحاول الأب الاتصال بها هاتفيا إلا أن هاتفها كان مغلقا فظن أنها سافرت الى تركيا فتوجه مباشرة نحو مطار تونس فتم إعلامه من قبل شرطة الحدود أن ابنته قدمت الى المطار ورغبت فعلا في السفر الى تركيا ولكن تم منعها لأنه لم يكن بحوزتها ترخيصا أبويا، عندها تحول الأب الى مقر إدارة الحدود والأجانب بوزارة الداخلية ليعلم عن غيابها فتم تعميم منشور تفتيش على جميع نقاط العبور التونسية سواء كانت برية أو بحرية.

الصباح